هل للفلسفة اهمية تذكر .                                                                                                                                                            طرح مشكلة                                                النموذج الاول                                                                                                                                                                                                               ان التفكير الانساني يتعدد ويتنوع بتنوع موضوعاته منه الادبي العلمي الديني الفلسفي حيث نجد هذا الاخير يبحث في الوجود والمعرفة والقيم بحثا نقديا والبحث في قيمته ادى الى افراز جدال وعنادا فلسفيا فترتب عن ذلك موقفين متعارضين فهناك من يرى ان للفلسفة اهمية وانها الفكر الذي يجلب نفسه الى الوعي وهناك من يرى ان لا قيمة لها وهي مجرد افتراضات نظرية مجردة اي ليس لها اي تاثير على مجرى حياة الانسان في الواقع وعليه نطرح السؤال التالي          اذا كان التفكير الفلسفي نوع من التفكير الانساني فهل يمكن الاستغناء عنه                                                                                              النموذج 2    من انتاجات الانسان عبر العصور مايعرف بالفلسفة التي ارتبطت بالفكر الانساني وابداعاته لكن مع تطور العلوم وظهور التكنلوجيات ادى ببعض المفكرين الى التشكيك في اهمية الفلسفة كانتاج فكري وانطلاقا من هذا اختلفت الاراء وتباينت المواقف بين الفلاسفة والمفكرين وحتى العلماء حول قيمة الفلسفة من عدم قيمتها وعليه الاشكال المطروح    هل للفلسفة اهمية     وبعبارة اعم فيما تظهر اهمية الفلسفة      وان كانت ليس كذلك فما هي الادلة والبراهين التي تثبت اهميتها                                               محاولة حل المشكلة                                                                                                                                                        الموقف الاول   يرى مجموعة من الفلاسفة والمفكرين ان الفلسفة ضرورية للانسان باعتبارها انتاج فكري لايمكن الاستغناء عنه فالفلسفة دهشة ووعي بالجهل وهذا ما دفع بالفلاسفة والمفكرين الى تجاوز الطبيعة الحيوانية والعفوية للانسان حيث يقول ديكارت"  ان الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن اقوال المحدثين والهمجيين وان حضارة الامة وثقافتها انما تقاس بمقدار شيوع التفلسف "    فالفلسفة من هذا المنطلق معرفة تاملية تبحث في الوجود كله وتشتمل على كل مايمكن للانسان معرفته لذلك يقول ديكارت ايضا" الفلسفة هي البحث في الاسباب القسوى والمبادئ الصحيحة "وهي ايضا ضرورية لتنظيم اخلاقنا وسلوكاتنا في هذه الحياة لان خصوصية الفلسفة هي البحث في الاخلاق والقيم ومشاكل الانسان المعنوية كما انها تقوي فينا النزعة النقدية باعتبارها تساؤل دائم حيث يقول بيرتراند راسل "ان اهمية الفلسفة متاتية من كونها تشد انفسنا او ان شئتم يقضتنا الفكرية لان هناك قضايا خطيرة في الحياة لا يستطيع العلم ان يعالجها ا وان يقول فيها كلمته "ويقول في موضع اخر "تنشا الفلسفة من محاولات عديدة يحاول الانسان للوصول الى المعرفة الانسانية وما استطاعت الى ذلك"اضافة الى ذلك نجد ما يبرر اهمية الفلسفة ظهورها تارخيا سابق عن ظهور العلم وكانت قديما تلقب بام العلوم باعتبارها الارضية الخصبة لمنطلقات العلم وذلك لارتباطها بالطابع التساؤلي الاستفهامي حيث يقول ريشنباخ  في هذا الموضوع "ذلك لان كشف الاسئلة الفلسفية هو ذاته اسهام عظيم الاهمية في التقدم العقلي وعندما ينظر الى تاريخ الفلسفة على انه تاريخ للاسئلة فانه الوجه الذي يتبدى عليه يغدوا اخصب بكثير من ذلك الذي يبدوا عندا ننظر اليه على انه تاريخ المذاهب "  وهذا ما اشار اليه عبد الرحمان بدوي قائلا " ان تاخرنا العلمي من تاخرنا العقلي والفلسفي ولابد من الانكباب على الفلسفة والعلوم العقلية لانجاب المفكرين والعلماء "ونجد ايضا مايثبت اهميية الفلسفة هو مساهمتها في تغيير الاوضاع الانسانية وقد تغير وضع المجتمع الفرنسي بفضل افكار جون جاك روسوا  وتغيرت سياسة الولايات المتحدة الامريكية من خلال فلسفة جون ديوي (البراغماتية )ويقول هيغل "ان الفلسفة هي عصر ما معبر عنه بافكارنا "ويضيف ديكارت "ان المرء الذي يحيا دون افكار (تلسف)هو حتما يمكن ان يظل مغمض العينين ولا يحاول ان يفتحهما".                                                                         النقد. صحيح ما ذهب اليه انصار الموقف الاول حينما بنو اهمية الفلسفة بالنظر الى الخصوصية التي تتميز بها لكن هؤلاء تجاهلوا ما حققه العلم والعلماء الذي اقترن بالمنهج التجريبي ومن ثم كان هذا التقدم بداية لتاخرالفلسفة وهذا ما جعل الفريق النقيض يلغي اهمية الفلسفة بالنظر الى التقدمات العلمية .                 الاطروحة النقيض  يرى انصار الموقف النقيض بزعامة رواد المدرسة الوضعية ان ماانتجه العلم والعلماء يلغي اهمية الفلسفة لان هذه الاخيرة لا تحدد حقائق يقينية بل اعتمدت فقط على الاسئلة الاشكالية التي لا نهاية لها اضافة الى انها لا تصل الى حلول تتعلق بمشاكل الانسان الواقعية بل انها تحمل افكار ميتافيزيقية فارغة في نظرهم حيث يقول  كارناب  من خلال كتابه المشكلات" "ان كل عبارة لا نستطيع ان نتحقق منها تجريبيا اي لا يكون لها مقابل في الواقع فهي عبارة فارغة المعنى " اي ان كارناب يرفض الموضوعات الميتافيزيقية التي تثيرها الفلسفة عكس العلم الذي ساهم في تطوير الانسانية وهذا ما ذهب اليه فيجشتاين الذي رفض الفلسفة من خلال رفضه للغة الوصفية التي يعتمد عليها الفيلسوف قائلا في كتابه (بحوث فلسفية ) "ان المشكلات التي تنشا جاءت نتيجة لسوء تفسير صورنا الخاصة باللغة"نفهم من هذا انه مادامت الفلسفة لاتمدنا بنتائج واضحة فهذا يعني بالاعتراف بعدم اهمية الفلسفة لانها مجرد بحث عبثي لا يصل الى نتائج نهائية حيث يقول غوبلو "المعرفة التي ليست معرفة علمية هي ليست معرفة بل جهل " وعلى هذا الاساس يصرح احد الفلاسفة قائلا" القوا بها في النار " وهذا يعني ان الفلسفة من خلال معظم النظريات تفتقد الى الصرامة المنطقية التي تتصف بها الرياضيات والعلوم الدقيقة اضافة الى ذلك نجد ابن تيمية يرفض الفلسفة جملة وتفصيلا من خلال اعتبارها شر . نفهم من هذا كله ان طابع الفلسفة التساؤلي اثار الشكوك حول اهمية الفلسفة .                                                            نقد   صحيح ماذهب اليه انصار الموقف النقيض حينما بينوا عدم اهمية الفلسفة بالنظر الى نتائجها ولكن ما يعاب عن هؤلاء هو الاهمال الكلي لدور الفلسفة باعتبارها نمط متميز من التفكير يجعل الباحث يتساءل بصفة مستمرة لاجل تجديد الافكار وتغير النظريات العلمية والتخلص من الجهل خاصة وان الفيلسوف عادة ما تحرك الدهشة والاحراج فضوله المعرفي فتتغير الحقائق فيثري التفكير ويتطور على جميع الاصعدة ...........................................................................                                التركيب        وكجمع بين المتناقضات يتاكد لدينا بان الفلسفة كنمط من التفكير موضوعه البحث في العلل الاولى ومنهجه التامل العقلي يقودنا الى الاعتراف بان اهمية الفلسفة لا يمكن ان تنتقد وذلك لارتباطها بجوهر الفضول الانساني وهو التساؤل ومن ثم نقول عنها بانها بداية لكل تطور علمي اما اذا نظرنا الى العلم نجده يهتم بالجوانب عكس الفلسفة وهنا يحضرنا قول الستير "لكي تولد الفلسفة او تجدد نشاتها لابد لها من وجود العلم " وهذا ما يقودنا الى الاقرار بضرورة الفلسفة من جهة والعلم من جهة اخرى نظرا للطابع التكاملي بينها............................................................                            الراي الشخصي  ان للفلسفة اهمية في حياتنا فاذا كانت الفلسفة لم تصل الى نتائج او حلول نهائية فهذامن طبيعتها حيث يرى الوجودي كارل ياسبرس ان وظيفة الفلسفة ليست الاجابة عن الاسئلة وانما هي تمهيد الطريق امام العلم فالسؤال في الفلسفة اهم من الجواب وهكذا نتقدم اكثر فاكثر نحو المعرفة الحقيقية فهي تساؤل نقدي ومستر ومتجدد قال ارسطوا "الانسان يتفلسف كما يتنفس"                                  حل المشكلة  من ما سبق نستنتج ان موضوع اهمية الفلسفة ارتبط ارتباطا وثيقا بالتصورات العلمية والنقد المذهل الذي افرزته نتائج العلم ونظرياته لكن هذا التقدم لا يلغي اهمية الفلسفة انطلاقا من ان السؤال الفلسفي هو سؤال هادف له نتائج معينة قد يادي الى تغيير فكرة ما او الغائها او الاضافة اليها والفلسفة عموما هي قاعدة العلوم والعلم بدوره قاعدة للفلسفة فالفلسفة هي البحث العملي والنظري في الموجودات لذلك قيل ان الفلسفة ام العلوم  .