مغزي هشام
عدد المساهمات : 252 نقاط : 538 تاريخ التسجيل : 31/12/2013
| موضوع: البدل وأقسامه الأربعاء فبراير 12, 2014 11:20 pm | |
| تعريفه : تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة . نحو : جاء الشيخ أحمد . وقطعت بالسكين حدها . وأعجبني الطالب خلقه . من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد ، من حيث إنه يقصد لذاته ، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف ، أو استغني عنه ، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا . أقسامه : ينقسم البدل إلى أربعة أنواع : 1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 ـ بدل اشتمال . 4 ـ بدل مباين . أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل " : هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه ، ومساوي له في المعنى . نحو : جاء المعلمُ محمدٌ . فمحمد بدل من كلمة المعلم ، وتأخذ حكمها في الإعراب ، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية . ومنه قوله تعالى : { مفازا حدائق وأعنابا }1 . وقوله تعالى : { اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم }2 . 114 ـ ومنه قول الشاعر : وقد لامني في حب ليلى أقاربي أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا ـــــــــــــــــــــ 1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 6 ، 7 الفاتحة . الشاهد قوله : أخي وما عطف عليه ، حيث جاء بدلا مطابقا من كلمة " أقاربي " . ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل " : وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه . نحو : سقط البيت سقفه ، وأكلت التفاحة نصفها . فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق ، " بعض من كل " أي : أن البدل جزء من المبدل منه : البيت في المثال الأول ، والتفاحة في المثال الثاني ، ولكنه تابع له في إعرابه ، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا ، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة ، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب ، وكذا الجر . 266 ـ ومنه قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }1 . فـ " من استطاع " بدل من " الناس " . ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا . 115 ـ ومنه قول الشاعر : إذا أبو قاسم جادت يداه لنا لم يحمد الأجودان البحر والمطر الشاهد قوله : البحر ، حيث وقعت بدلا بعض من كل ، والمبدل منه " الأجودان " . ثالثا ـ بدل الاشتمال : هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه . نحو : أطربني البلبل تغريده . وأعجبني الطالب خلقه . 267 ـ ومنه قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }2 . 116 ـ وقول الشاعر : بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا ـــــــــــــــــ 1 ـ 97 آل عمران . 2 ـ 217 البقرة .
فكلمة " تغريده ، وخلقه "كل منهما جاءت بدلا من كلمة البلبل في المثال الأول ، والطالب في المثال الثاني ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منها ، ولكن كلمة " تغريد " من المعاني أو الدلائل التي يشتمل عليها البلبل ، الذي هو المبدل منه ، وكذلك الحال بالنسبة لكلمة " خلقه " التي هي بدل من كلمة الطالب ، ولكنها لا تطابقها في المعنى ، ولا هي جزء منه ، ولكنها من المعاني ، أو الصفات التي يشتمل عليها الطالب ، لذلك سمي البدل في هذه الحالة بدل اشتمال . وفي الآية جاءت كلمة " قتال " بدل اشتمال من الشهر ، لأن القتال ليس نفس الشهر ، ولا جزء منه ، ولكن القتال قد يكون من الأمور التي تحدث في الشهر الجرام . والشاهد في البيت قوله : " مجدنا " حيث جاءت بدل اشتمال مرفوع من الضمير " نا " في " بلغنا " ، لأن الضمير في محل رفع فاعل وهو المبدل منه . فائدة : لا بد للبدل بعض من كل ، وبدل الاشتمال من ضمير يعود على المبدل منه ، كما لاحظنا في الأمثلة السابقة ، ومنه قوله تعالى : 268 ـ { قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود }1 . والتقدير : النار ذات الوقود فيه . أي : في الأخدود ، فكلمة " النار " بدل اشتمال من الأخدود ، لأن الأخدود يشتمل على النار ، وليست النار هي الأخدود ، ولا جزءا منه . رابعا ـ البدل المباين : هذا النوع من أنواع البدل لا يعنينا كثيرا ، ولكن سنذكر عنه القليل ليفيد منه الدارس . ينقسم هذا النوع من البدل إلى ثلاثة أقسام : 1 ـ بدل الإضراب : وهو أن تخبر عن المبدل منه بشيء ، ثم يعن لك أن تخبر عنه بشيء آخر . كأن تقول : تصدقت بدرهم بدينار . ـــــــــ 1 ـ 4 الروم . فأنت تريد أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدرهم ، ثم بدا لك أن تخبرنا ، بأنك قد تصدقت بدينار . 2 ـ بدل الغلط : وهو أنك لا تريد أن تخبرنا بأنك تصدقت بدرهم ، وتريد أن تتصدق بدينار ، ولكن غلَطَ لسانك ، وأخبرت عن تصديقك بدرهم . 3 ـ بدل النسيان : وهو أنك لا تريد الإخبار عن التصديق بالدرهم ، فلما نطقت بذلك تبين لك هذا القصد ، ومن هنا سمي بدل النسيان ، وأمثلته كأمثلة سابقيه . ومنه : أكلت خبزا لحما ، وزارني محمد أحمد . فوائد وتنبيهات : 1 ـ يجوز أن يكون البدل والمبدل منه نكرتين . نحو قوله تعالى : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }1 . فالبدل " حدائق " وهي نكرة ، والمبدل منه " مفازا " وهو نكرة أيضا . 2 ـ ويجوز أن يكون معرفتين . نحو قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }2 . فالبدل " من " وهي اسم موصول معرفة ، والمبدل منه " الناس " معرفة أيضا . 3 ـ كما يجوز أن يكونا مختلفين ، كأن يكون المبدل منه معرفة ، والبدل نكرة . نحو قوله تعالى : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه }3 . فالبدل " قتال " وهي نكرة ، والمبدل منه " الشهر " وقد جاء معرفة ، وهذا جائز . 4 ـ يجوز البدل من الضمير الحاضر ، إذا كان بدلا مطابقا ، يفيد الإحاطة والشمول ، أو بدل بعض من كل ، أو بدل اشتمال . 269 ـ نحو قوله تعالى : { تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا}4 . فـ " أولنا " بدل من الضمير المجرور " نا " في قوله : " لنا " . ومنه المثال السابق ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 31 ، 32 النبأ . 2 ـ 97 آل عمران . 3 ـ 217 البقرة . 4 ـ 114 المائدة . وهو قول الشاعر : بلغنا السماء مجدنا . 117 ـ ومثال بعض من كل قول الشاعر : أوعدني بالسجن والأداهِمِ رِجْلِي فَرِجلي شَتْنَة المناسم فكلمة " رجلي " بدل بعض من كل من الضمير " الياء " في " أوعدني " . كما يجوز إبدال الظاهر من الضمير الغائب . 270 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين ظلموا }1 . حيث أبدل " الذين " من " الواو " في " أسروا " . 5 ـ إذا أبدل من اسم الاستفهام ، وجب دخول همزة الاستفهام على البدل . نحو : من ذا ؟ أمحمد أم أحمد ؟ ، ونحو : متى تأتينا ؟ أغدا أم بعد غدٍ ؟ 6 ـ يجوز إبدال الجملة من المفرد وبالعكس . مثال الأول : لا أستطيع أن أحكم على خالد ما منزلته بين الكتاب . فجملة : ما منزلته بين الكتاب في محل جر بدل من " خالد " . ومثال الثاني : لا إله إلا الله كلمة الإخلاص ينجو قائلها من الزلل . وإعراب الجملة السابقة كالتالي : جملة لا إله إلا الله محكية في محل رفع مبتدأ . وكلمة : بدل مرفوع من الجملة السابقة . الإخلاص : مضاف إليه مجرور . وجملة : ينجو قائلها في محل رفع خبر . 7 ـ يجوز إبدال الفعل من الفعل . نحو : من يصل إلينا يستعن بنا . فيستعن بنا بدل من يصل إلينا . 271 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب }1 . فالفعل يضاعف بدل من يلق ، وله إعرابه . 118 ـ ومنه قول الشاعر : إنَّ عَلَيَّ الله أن تُبايعا تؤخذَ كرها أو تجيءّ طائعا ـــــــــــــ 1 ـ 3 الأنبياء . 1 ـ 68 الفرقان . فالفعل تؤخذ بدل من تبايعا ، وله إعرابه لذلك نصب ، لأن تبايعا منصوب بأن المصدرية . 119 ـ ومنه قول الآخر : متى تأتنا تلمم بنا في دارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا فالجملة الفعلية " تلمم بنا ، بدل من الجملة الفعلية تأتنا .
كتبه : أبو عبد الرحمان سفيان قاسمية عدّل من طرف المشرفين . |
|
cilia
عدد المساهمات : 385 نقاط : 685 تاريخ التسجيل : 16/01/2014 العمر : 26
| موضوع: رد: البدل وأقسامه الخميس فبراير 13, 2014 12:17 pm | |
| |
|