ما اجمل ان يكون للانسان وطن يستقر فيه ويعتز بالانتساب اليه وان من الابتلاء ان يفقد الانسان وطنه ويصبح مشردا لذلك فان حب الوطن من الايمان لذا فانه يجب علينا جميعا ان نقدس تراب هذا الوطن ونحافظ على أمنه واستقراره وان نحترم الديمقراطية التي يحسدنا عليها الكثيرون .
فصعوبة بناء الاوطان وسهولة الهدم من مسلمات الفكر الانساني السليم سواء كان في مسائل اجتماعية او اقتصادية او ثقافية او أمنية فالمواطن الصالح الحريص على مصلحة وطنه ومجتمعه هو الذي ينظر الى واقع وطنه ومجتمعه وما فيهما من عناصر القوة والضعف وما يحتاج الى بناء او ترميم ، ولا يحرص على تحقيق مصلحته الخاصة دون مصلحة الوطن فيفسد في ارتجاله ويهدم أكثر مما يبني .
فواجبنا ان نحمي أردننا العزيز وان ندافع عنه بالعمل الدؤوب لامنه واستقراره وبنائه ونهضته لا ان نكون خناجر في خاصرته من خلال تعطيل عجلة تنميته وافساد مؤسساته وجعله مرتهنا لاعدائه فالمواطنة الصالحة هي التي تتحلى بالايمان لبناء التفاعل واعمار الاوطان سيرا في ركاب الاصلاح .
فكم نحن بحاجة الى تأصيل تقافة حب الوطن روحا ووجدانا وتعاملا وتبيانا فالاوطان لا يدمرها عدوها القادم من الخارج وانما يدمرها ابنائها اذا لم يجد حب الاوطان الى قلوبهم سبيلا وان ذلك لايمكن ان يكون الا اذا تم اعداد الانسان اعدادا سليما ليكون لبنة قوية في البذل والعطاء والابتكار .