.. يروى أن نبي الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام . سأل ربه جل جلاله قائلا : يا رب أرني من رفيقي في الجنة؟ فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه وقال : يا موسى أول رجل يمر عليك من هذا الطريق فهو رفيقك في الجنة، ومر عليه رجل وسار موسى وراءه يريد أن يفهم ويعلم ماذا يصنع هذا الرجل حتى أعطي رفقة الأنبياء في الجنة !! وإذا بالرجل يدخل بيتا ويجلس أمام امرأة عجوز، ويخرج قطعا من اللحم فيشويها ويضعها في فم العجوز ويسقيها الماء ويخرج، فسأله موسى من هذه بحق الله عليك؟ والرجل لا يعلم من السائل فقال له إنها أمي، فقال موسى: أو ما تدعو لك؟ فقال الرجل : إنها تدعو لي بدعوة واحدة لا تغيرها. فقال موسى : فماذا تقول في دعوتها ؟ فقال الرجل : إنها تدعو لي قائلة: اللهم اجعل ابني مع موسى بن عمران في الجنة، فقال له الكليم موسى عليه السلام: أبشر فقد استجاب الله دعاءها وأنا موسى بن عمران. وهذا ببركة دعوة أمه، لأن دعوة الوالدين مستجابة .
كما جاء في الأثر أن رجلا من الصالحين كان يقبل قدم أمه كل يوم فأبطأ يوما على إخوانه، فسألوه أين كنت؟ فقال كنت أتمرغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات .
وتروي كتب التاريخ : أنه في زمن الخلافة العباسية حبس (يحيى البرمكي) كما حبس معه في نفس الزنزانة ابنه (الفضل) وكان ذلك في فصل الشتاء، وكان البرد قاسيا والزنزانة ضيقة ورطبة، وكان الأب يحيى شيخا في الثمانين من عمره، ولم يكن يتحمل الوضوء بالماء البارد، فحاول الابن أن يسخن الماء ببطء على السراج (المصباح) الذي يضيء الزنزانة، وعندما رأى السجان ذلك رفع السجان السراج بعيدا عنهما حتى لا يستخدماه !!
وفكر الابن في طريقه يدفىء الماء لأبيه بها، واهتدى الابن لحل مؤلم وصعب ليرتاح أبوه، فكان يحتضن إناء الماء ويضعه على جسمه مباشرة ليمتص من جسمه شيئا من الحرارة، وكان يفعل ذلك خفية أثناء نوم أبيه، وصحا الأب ذات ليلة ليرى هذا المشهد فدعا لابنه بالخير ومنعه من تكرار ذلك .
فما أكثر العبر .. وأقل الاعتبار..
السطر الأخير :
{فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}.