نداءاتُ شَعْب
((من داخل فلسطين إلى مَنْ يراه من المسلمين))
شعر :عبدالرحمن صالح العشماوي
يَخرُّ علينا السَّقْفُ تَنهدم الدَّارُ
يثور دخانٌ في رُبانا وإِعصارُ
نبيتُ على خوفٍ وجوعٍ وحسرةٍ
تُحيطُ بنا من قَسْوةِ الظلم أَسوارُ
يُحاصِرُنا في أرضنا العالَمُ الذي
تُحاصِرهُ في غابةِ الوهم أَوزارُ
يَجِنُّ علينا الليلُ ليلينِ، فيهما
صُروفٌ من الباغي علينا وأخطارُ
ويبكى علينا الفجرُ من سوءِ ما يرى
ولا عَجَبٌ، قد تذرف الدَّمْعَ أَنوارُ
بنا حالةٌ من بُؤْسنا وشقائنا
فللحزنِ أَبعادٌ وللجُرحِ أَغْوار
وفي أرضنا خيرٌ وفيرٌ وإِنَّما
تَقَاسَمَه بالجور والبغي كُفَّارُ
رمانا جنوحُ الغربِ رَمْيَةَ ظالمٍ
تآزَرَ رُهبانٌ عليها وأحبارُ
قوانينُ عَصْرٍ مزَّقَ الظلمُ نَسْجَها
وأَنْظِمَةٌ في خندقِ الإِثم تَنْهارُ
أساطيرُ صاغتْها خيالاتُ واهمٍ
كما صاغَ أحلامَ الذَّبيحةِ جَزَّارُ
أَيُحْجَرُ عنَّا خبزُنا ودواؤنا
وتُحْجَزُ عن عُرْي المساكين أَطمارُ؟!
أَنصحو، وما في الدَّار خبزٌ لجائعٍ
وليس لطلاَّب المدارس إفطارُ؟!
أنصحو وأوراق الدفاتر تشتكي
وليس لأقلام الكتابةِ أَحبارُ؟!
أَيُقْتَلُ معنى العدلِ في رَوْنَقِ الضُّحَى
وفي الأرضِ من أهل المروءةِ دَيَّارُ؟
حقوق بني الإنسانِ صارت كلعبةٍ
لها جَرَسٌ يَلْهو بها القطُّ والفَارُ
ألا أيُّها الماضون في البغي، ويلكم
أَما عندكم للحقِّ والعدلِ مقدارُ؟!
ركبتم على متن الرَّغائب، إِنَّه
لَمَتْنٌ، لعشَّاق التسلُّطِ غَرّ
لماذا غضبتم، حينما اختارَ شَعْبُنا
وللشعب فيكم ما يُريد ويختارُ؟
لماذا كرهتم أنْ يقومَ (هَنيَّةٌ)
بواجبه فينا ويَنطقَ (زَهَّارُ)؟!
عجبنا لكم واللهِ، كيف تضاربتْ
قوانينكم، فالعُرْفُ فيهنَّ إِنكارُ؟!
نجوع ونَعْرى والبلايينُ عندكم
يتيه بها (اليُورو) ويختال (دُولارُ)!
أَحِبَّتَنا - أَتْبَاعَ دِيْنِ مُحَّمَدٍ -
أَيَا مَنْ دعاهم للمكارمِ مُخْتَارُ
سلامٌ عليكم، نحن أبناءُ شعبكم
هنا حيث تَرْقى بالبطولاتِ أَحجارُ
هنا نحنُ، في أكنافِ بيتٍ مُقدَّسٍ
نقاوم مُحتلاً تَضِيْقُ به الدَّارُ
تناوشنا الأعداءُ من كُلِّ جانبٍ
وفي أرضنا ممَّا نُكابدُ آثارُ
أليستْ لكم في نُصْرةِ الحقِّ جَوْلةٌ
يُفَكُّ بها قيدٌ، ويُدْفَعُ أشرارُ؟
أَحِبَّتَنا، لا ترقبوا من عدوِّنا
وفاءً فإنَّ اللِّصَّ كالذئبِ غَدَّارُ
نداءَاتُنا نُصْحٌ لكم، وتَوَجُّعٌ
عليكم، وتذكيرٌ ووعظٌ وإِعْذارُ
أَحِبَّتَنا، بُشراكم اليومَ، إنَّنا
إلى الله نهفو، وهو للظلمِ قَهَّارُ
نخوضُ محيطاتِ المآسي بهمَّةٍ
زوارقنا فيها دُعاءٌ وأَذكارُ
أبى الفضلُ إلاَّ أنْ يكونَ لأهله
وهل تنتمي إلاَّ إلى الرَّوضِ أَزهارُ؟