الرحلة إلى الدار الآخرة ٣١
وقت تبديل الأرض والسموات
جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت
عن قوله عز وجل [يوم تب د ُ ل الأَر ض غَير الأَرضِ رسول الله
وال سموا ت] {إبراهيم: ٤٨ } فأين يكون الناس
.« على الصراط » : يا رسول الله ؟ فقال
إذاً ذا يكون وقت تبديل السموات والأرض وهو وقت مرور
الناس على الصراط أو قبل ذلك بقليل وقال عبدالله بن عباس رضي
يزاد فيها وينقص منها ويذهب آكامها وجبالها » : الله عنهما في الآية
.« وأوديتها وشجرها وتمد مد الأديم العكاظي
المكذبون بالبعث والنشور
المكذبون بالبعث والنشور في الحقيقة بأم يكذبون الله
بما يكون يوم المعاد، ويصنف هؤلاء المكذبون بالبعث ورسوله
والنشور إلى ثلاثة أصناف:
١- الملاحدة الذين ينكرون وجود الخالق وينكرون النشأة
الأولى والثانية. فهؤلاء يناقشون في وجود الخالق ووحدانيته ثم
يناقشون إثبات المعاد لأنه فرع من الإيمان بالله عز وجل.
٢- الذين يعترفون بوجود الخالق ولكنهم يكذبون بالبعث
والنشور. ومن هؤلاء كفار العرب الذين يدعون أم يؤمنون بالله
ولكنهم يدعون أن الله يعجز عن إحيائهم بعد موم.
٣- الذين يؤمنون بالمعاد على غير الصفة التي جاءت ا
الشرائع السماوية.
الرحلة إلى الدارالآخرة ٣٢
أدلة البعث والنشور
ذكر جل وعلا في كتابه العظيم الأدلة على البعث والنشور
في السنة الصحيحة وقد ضرب سبحانه وكذلك رسول الله
وتعالى الأمثال وذكر الأخبار ورد على منكري البعث والنشور ومن
ذلك:
١- إخبار العليم الخبير بوقوع يوم القيامة.
٢- الاستدلال على النشأة الأخرى بالنشأة الأولى.
٣- القادر على خلق الأعظم قادر على خلق ما دونه.
٤- القدرة على تحويل الخلق من حال إلى حال.
٥- إحياء بعض الأموات في الحياة الدنيا.
٦- إحياء الأرض بالنبات.
٧- حكمة الله تقتضي بعث العباد للجزاء والحساب.
اتفاق جميع الأنبياء على الإخبار بالمعاد
الإيمان بيوم القيامة والجنة والنار من أصول الإيمان التي يشترك
فيها الأنبياء جميعاً في شرائعهم وقد جاء في القرآن العظيم بيان ذلك
ومنها:
١- أخبر القرآن عن جميع الأشقياء الكفار أهل النار أم
يقرون بأن رسلهم أنذرم باليوم الآخر وكذبوهم.
٢- عندما أهبط الله آدم إلى الأرض عرفه البعث والمعاد.
٣- أول الرسل نوح فحذّر قومه بيوم القيامة وضرب لهم
الأمثلة.
٤- أبو الأنبياء إبراهيم ذكر اليوم الآخر كثيراً.
٥- مناجاة موسى ومحاورته لفرعون ذكر فيها اليوم الآخر.
الرحلة إلى الدار الآخرة ٣٣
٦- هود وقد أنذر قومه وخوفهم بلقاء رم فكذبوه.
اليوم الآخر في كتب أهل الكتاب
لا شك أن الكتب السماوية التي أنزلها الله تبارك وتعالى فيها
نصوص تذكر اليوم الآخر والتخويف من النار وأهوال يوم القيامة
إلا أن هذه الكتب طرأ عليها التحريف.
الدلائل على عظم أهوال يوم القيامة
يوم القيامة يوم عظيم وأمره شديد ويدل على ذلك:
١- وصف الله لذلك اليوم بالعظم.
٢- الرعب والفزع الذي يصيب العباد في ذلك اليوم العظيم.
٣- انقطاع علائق الأنساب يوم القيامة.
٤- استعداد الكفّار يوم القيامة لبذل كل شيء في سبيل الخلاص
من العذاب.
٥- طول يوم القيامة في خمسون ألف سنة.
بعض معالم أهوال يوم القيامة
في ذكر جل وعلا في كتابه العظيم وذكر نبينا محمد
سنته المطهرة معالم ذلك اليوم العظيم عندما تتغير الأرض غير
الأرض والسموات غير السموات فالأرض يصيبها الزلازل وتندك
والسماء تتشقق وتمور والجبال تسير وتنسف والبحار تفجر وتسجر
والشمس تكور وتذهب والقمر يخسف والنجوم تنكدر ويذهب
ضوؤها وينفرط عقدها وغيرها من معالم أهوال يوم القيامة. فهذه
التغيرات والأهوال منها تغيرات علوية ومنها تغيرات سفلية.