نحن في حياتنا أناس نعيش, فنتنفس الهواء ذاتة و نمشي على الارض ذاتها, و قد نأكل الاكل ذاته, و قد ينتمي بعضنا الى نفس الديانات و الفصائل و البلدان , قد نكون أشقة و اخوانا لكننا مختلفون كل الاختلاف, فكل واحد منا هو فريد من نوعة, نحن البشر نختلف في طريقة تفكيرنا اختلافا ايجابيا يسمح لنا بمشاركة و تبادل الافكار و نختلف في نظرتنا للحياة ,فهي بالنسبة للبعض بائسة وكئيبة ,هي حزينة بصدماتها التي تلقننا دروسا قد يعلمنا اياها احبائنا و ساكنو قلوبنا ,هي مملة و صعبة بالنسبة لمكافح مل من مقاومة الحياة , ولد مكافحا و خشي ان يموت كذلك فلا يستمتع بالحياة و ملذاتها بعد ان ذاق مرارة الكفاح , و قد تكون الحياة بالنسبة لبعضنا كطقس يحمل الفصول الاربع , قد يطير قلبه فرحا و يتمزق الما عند كل ثانية يستنشق فيها نفسا يجدد حياته التي طالما عذبته بعدم استقرارها , و قد يكون بعضنا فرحا و متفائلا بالرغم من كل شئ , قد يكون المرء يوشك على الموت لكنه في آخر لحظات عمره تجد الابتسامة رسمت طريقها على شفتيه , ذلك ما يبهرني فعلا , و هي ميزة عظيمة لا يمتلكها الا المتفائلون أولئك الناس الذين احتقروا الدنيا فكرهوها بكل ما فيها بعذابها و فرحتها بكل ما تحمله الحياة للبشر من اغراء و متعة قد تلهيهم عن توقع المصير الحقيقي فاحبو الموت والحساب و الجنان على قذارة الدنيا, و هناك ايضا من تبرأ من حياته و أعلن انه ميت , فرفع كفن الاستسلام الذي نجح في دفن سعادة روحه, فنراهم احياءً امواتا الا اذا دخل حياتهم شخص احبهم فعلا , قد يكون صديقا الماضي الذي طالما نسيناه , فيلون حياته بزهر الفرح و التفاؤل و قد يسحب منه راية الاستسلام اخيرا بعد ان كان النهوض مرة اخرى امرا مستحيلا فيكون ذلك الشخص برعم امل في حياة من أحبه , و هنالك ناس يحبون افساد حياة الآخرين لحقد و غيرة في انفسم ,فيتعذبون لتكريسهم لما بقي من ايام حياتهم في الركض وراء الانتفام على طريق لا نهاية لها , قد يظنون انهم سينتقمون لسبب او لآخر و لكنهم في الحقيقة ينتقمون من انفسم لانهم سيقتلون فيها جميل الحياة و روعتها م دون وعي منهم , و هناك الاشخاص الهادئون الذين اما يحملون هما كبيرا او حلمااكبريرسمون الدرب للوصول اليه و ليس لديهم وقت لحرف سينطقه لسانهم ,فقط التخطيط للنجاح , اولئك الاشخاص قد نشعر انهم ليسو موجودين حتى ,قد نستهين بهم لكنهم هم السائدون في النهاية, و هناك نوع آخر ,نوع مميز جدا يخسر نفسه ليربح الناس ,يكرس حياته لخدمتهم و ارضائهم بغض النظر عن مشاعرهم تجاه, اولئك الاشخاص لا اعلم كيف اسميهم حمقى و بلهاء ام قلوب طيبة لكنني اعلم ان ارضاء الناس امر مستحيل الا اذا مت و انت تحاول , تلك الحياة تعلمنا و تعذبنا ,تفرحنا و تحزننا ,تجمعنا و تفرقنا , تجعلنا نحب و نكره, تلك هي الحياة التي لطالما كان معظمنا لعبة في ايديها لكنها صارت لعبة سهلة المنال في يد البعض , اجل تلك هي الحياة تلك هي التي مارست مجزرتها الدامية على قلوب البشر,و لكن مهما قهرتنا الحياة فأنها تخترع حلولا لكل معظلاتنا, تجعلنا نحس بانها جليستنا الابدية التي لم تمل من احزاننا و اسعادنا يوما .