من أصعب الأمور التي يواجهها الإنسان في حياته الخسارة والفشل , والكثير من الناس من يفقد الأمل عند الصدمة ,
http://www.tsamym.net/vb1/attachment.php?attachmentid=279&d=1250925159والخسارة الأولى , وهذا أمر في غاية الخطورة , لما فيه من ضياع للأمل وتحقيق الأهداف التي يسمو الإنسان إلى تحقيقها والوصول إليها , مما يجعله أكثر حزنا وقلقا وضياعا...
حيث يجمّد الإنسان طموحاته والتفكير في الوصول والنجاح بمجرّد أن رأى ضوءا احمر في طريقه , لكنّه نسي بأن الضوء الأحمر لا بد له من أن يتغيّر ويتبدّل إلى ضوء أخضر , والذي يفتح لك بابا واسعا , إذا دخلته فتحت لك الأبواب كلها وعليك أن تعرف كيف تستغل كل لحظة من هذه اللحظات التي تنتظرك .
فالحياة لا تظنها ستنتهي بمجرّد أن أغلق باب في وجهك فاعلم انه إذا أغلق باب فانه قد تفتح لك أبواب أخرى ولعلها أوسع وأفضل ... فتفتح لك الحياة أبوابها وترحّب بك عند دخولها , لكن هذا الأمر يحتاج إلى إرادة , إلى طموح , إلى تخطيط والاهم من كل هذا يحتاج إلى عدم الخنوع إلى اليأس وفقد الأمل , فلا تفقد الأمل أبدا لأنك إذا نظرت إلى الحياة دون أمل بقيت حياتك وكأنها غمامة سوداء لا تعلم ما بداخلها أهو خير أم هو عكس ذلك..
لا عليك أيها القارئ فالكثير من الناس من ظن أن اليأس فيه ربح وطمأنينة لكنه سرعان ما تبين له أن اليأس لا يولّد إلا الفشل ولا يأتي بأي ثمرة لا في الدنيا ولا في الآخرة..
أود أن اطرح عليك بعض المعاني الجميلة وبعض الرسائل التي تبيّن لك يا من فقدت الأمل بان الأمل ما زال موجودا لكن يحتاج هذا الأمل إلى بحث , يحتاج إلى مثابرة وأحيانا كثيرة تحتاج إلى أن تتجاهله وتبحث عن بديل آخر يساعدك على تخطّي هذا القنوط أو اليأس , لأنه وبكل صراحة ولا أظنك أيها القارئ العزيز تخالفني الرأي فيما أقول , بان الإنسان الذي يرى في وجهه اليأس ويظن انه يعيش دون أمل أظن أن هذا النوع من الناس قد توقف عن التفكير , وانه استسلم بمجرّد أن وجد الباب مغلقا في وجهه مرّة أو مرّتين , وهذا الاستسلام يبيّن مدى خمول تفكيرك في صنع وإيجاد حلول لكي تستيقظ من حالة اليأس وفقدان الأمل الذي تعيشه .
أنا لا أنكر أن الإنسان لا يصيبه مثل هذه الحالات ولا أنكر أن الحياة أحيانا تزداد سوادا وتغلق الأبواب كلّها أمام الإنسان , ولا أنكر أن هنالك حالات صعبة يمرّ بها الفرد بمجرّد أن حاول تجاوز مرحلة اليأس لكنه لم ينجح ... أعرف هذا وعشته في حياتي كأي إنسان آخر ,,, لكن لا نستسلم أبدا لان الحياة مرّة وإذا فقدت شيئا فهنالك أشياء أخرى تنتظرك ... لكن تحتاج إلى بحث وتفكير...
من الناس من ييأس من رحمة الله لكثرة ذنوبه ومعاصيه فيظن انه من أصحاب النار ويفقد الأمل لأنه يجهل مدى سعة رحمة الله تعالى يجهل أن رحمة الله وسعت كل شئ، قال تعالى : (ورحمتي وسعت كلّ شئ) سورة الأعراف : آية 156 .. فجعل الله سبحانه وتعالي باب الأمل مفتوحاً علي مصراعيه لكل عاص ومذنب وحتي مرتكب الكبائر وذلك بالتوبة النصوح.. في كل وقت.. وبلا وساطة.. يقول سبحانه تعالي: (قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر آية 53.
ومن الناس من يفقد الأمل بعد أن حاول الوصول إلى مرتبة ما أو إلى مكان ما فيصيبه فقدان الأمل لعدم النجاح في الوصول , فإلى هؤلاء أقول كلنا تعلّمنا في الابتدائية النّص الأدبي " لا حياة مع اليأس " وكلنا رأينا ونستطيع أن نرى ذلك دائما عندما تحاول النملة أن تجرّ حبّة القمح أو الشعير إلى مسكنها فتحاول مرّة ومرّات بعد أن تسقط منها الحبّة حتى تستطيع أن تتغلّب على الأمر وتأخذها إلى مسكنها , فلا يقول لي إن هذا غير معقول , فهذه النملة الصغيرة لم تهزم ولم تفكّر أبدا في شيء يسمّى اليأس .
ويرحم الله الشاعر حينما قال :
لا تيأسنّ إذا كبوتم مرّة إن النجاح حليف كل مثابر
ومن الناس من يفقد الأمل عندما يبحث أو ينتظر شيئا فلا يجده وهذا يحتاج إلى إزالة اليأس وكذلك يحتاج إلى قمّة الصبر لأنه ليس بالأمر الهيّن أن يفقد المرء شيئا أو ينتظر شيئا فلا يجده والإنسان بطبعه يستعجل الشئ وينفذ صبره بسرعة , وهنا أود أن أتذكر معك قصّة يوسف الشهيرة التي ذكرها الله في كتابه المجيد , عندما فقد سيدنا يعقوب عليه السلام ابنه يوسف بعد أن القوه إخوته في الجبّ وتركوه , أتظن أن يعقوب فقد الأمل من ابنه يوسف ؟ أتظنه استسلم ؟ أتظنه يئس أم أصابه القنوط من رؤية ابنه ؟ طبعا لا والكل يعرف القصّة..
فبقي يعقوب يدعو الله وينتظر عودة ابنه ويطلب من أبنائه أن يتفقّدوا ويبحثوا وان لا يستسلموا وييأسوا.. ، قال تعالى : (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) يوسف آية 87.
كذلك المحنة التي مرّ بها سيدنا يوسف فلم ييأس بالرغم من كل الظروف التي واجهها، فمن إلقائه في البئر أو الجبّ إلى السجن والعبودية وكراهية إخوته له إلى الغربة، إلى مراودة امرأة العزيز له عن نفسه، إلى تحمّل الافتراء والاتهامات الباطلة... فرغم هذا كلّه استمرّ في الحياة وطلب النجاح والتقدّم ولم تؤثّر هذه الأمور في بناء شخصيته وتحقيق طموحاته فأصبح بعد كل هذا عزيز مصر.
وهنالك من يفقد الأمل لأنه طلب فتاة أو أحبها ولم يتزوّجها, وهنالك من يفقد الأمل بسبب أن رسب في امتحان...
والقصص كثيرة ومليئة لكن علينا إيجاد الحلول وأن ندحر اليأس وفقدان الأمل من خلفنا والسير قدما نحو الأمل..