النص :
1 عَدِمْنَا خَيْلَنَا إنْ تَرَوْها تُثِير ا لنَّقْعَ مَوْ عِدُ هَا كَدَ ا ءُ
2 يُبَارِيْنَ الأسِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ عَلى أَ كْتَا فِهَا ا لأَ سَلُ ا لظِّ ءَامُ
3 تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّراتٍ تُلَطِّمُهُنَّ بِا لخُمُرِ ا لنِّسَا ءُ
4 فَإمَّا تُعْرِضُوا عَنَّا اعْتَمَرْنا وَكَانَ الفَتْحُ وانْكَشَفَ الغِطَاءُ
5 وإلاَّ فَاصْ وِربُا لجِلاَدِ يَوْمٍ يُعِزُّ ا فِيهِ مَنْ يَشَا ءُ
6 وَجِ يْربِلٌ أمِينُ ا فِينَا وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
7 وَقَالَ ا قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا يَقُولُ الحَقَّ إنْ نَفَعَ البَلاَءُ
8 شَهِدْتُ بِهِ فَقُومُوا صَدِّقُوهُ فَقُلْتُمْ : لا نَقُومُ ولا نَشَاءُ
9 وَقَالَ ا قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا هُمُ الأنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
10 لَنَا كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ سِبَا بٌ أ و قِتَا لٌ أَ و هِجَا ءُ
11 فَنَحْكُمُ بِالقَوَا مَنْ هَجَانَا وَنَضرِبُ حِينَ تَختَْلِطُ الدِّمَاءُ
12 وَمَنْ جَهيُْو رَسُولَ اللهِ مِنْكُمْ وَ يَمْدَ حُهُ وَ يَنْ هُرصُ سَوَ ا ءُ
13 فَإنَّ أَ وَوَالِدَهُ وعِرِْيض لِعِرْ ضِ مُحمََّدٍ مِنْكُمْ فِدَ ا ءُ
14 لِسَا صَارِمٌ لا عَيْبَ فِيْهِ وَبَحْرِي لا تُكَدِّ رُه ا لدِّ لاَ ءُ
) 1( النقع : غبار الحرب. كداء : موضع بأعلى مكة قرب الجمرات.
) 2( مصعدات : مسرعات في الصعود. الأسلُ : الرماح الجيدة. الأسنة : أطراف الرماح.
) 3( متمطرات : مسرعات متحفزات. الخمر : جمع خمار وهو ما تغطي به المرأة رأسها.
) 4( الفتح : يعني فتح مكة. انكشف الغطاء : انجلي الأمر. ) 5( الجلاد : المصابرة في القتال.
) 6( روح القدس : جبريل. كفاء : نظير وشبيه. ) 7( نفع البلاء : نفع الاختيار ونفعت الذكر.
) 9( عرضتها : همتها.) 10 ( معد : قريش لأنهم عدنانيون.
) 11 ( نحكم : نمنع. ) 12 ( صارم : قاطع. تكدره : تعكره.
من الشعر في عصر صدر الإسلام
1 حسان بن ثابت
يفخر بالإسلام ويرد على المشركين
التعريف بالشاعر :
حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي، من أعرق بيوت الأنصار، عُمِّر طويلاً، اتصل في الجاهلية بملوك
الغساسنة والمناذرة ومدحهم، ولما هاجر النبي صلى اله عليه وسلم إلى المدينة سارع حسان إلى الدخول في الإسلام، وأصبح
بحق شاعر الإسلام والرسول. توفي رضي الله عنه سنة 40 ه بعد أن كفَّ بصره.
مناسبة النص :
قام شعراء المشركين بهجاء النبي صلى اله عليه وسلم، وكان من أشدّهم عداءً ونكاية أبو سفيان ابن
الحارث بن عبدالمطلب وشاعر آخر يقال له ابن الزِّبَعْرَى، فقال حسّان لرسول الله صلى اله عليه وسلم :
أتأذن لي أن أهجوَهم ؟ فقال النبي صلى اله عليه وسلم : «كيف تهجوهم وأنا منهم؟ » فقال حسّان : أسُلُّك
منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين. فوافق النبي الكريم وقال : «اُهُجُ ومعكَ روحُ القُدُس
وسَلْ أبابكر »، أي استشره لمعرفته بالأيام والأنساب.
فنظم حسّان عِدّة قصائدَ في هجاء المشركين، ويبدو أنه قال هذه القصيدة قُبيل فتح مكة
ردًّا على أبي سفيان بن الحارث الذي أسلم بعد ذلك وحسُن إسلامه، فشارك في أمجاد الفتوح
الإسلامية حتى استُشْهِد بأجنادين.
الشرح :
يقول الشاعر في الأبيات 1 5 : لا عاشت خيلنا إن لم تهاجمكم من أعلى مكّة )وهذا ما
حدث فعلاً يوم الفتح( وسيكون على أكتافها رماحنا المتعطشة إلى دمائكم، وستنهزمون فلا
نجد إلا نساءكم يحاولن رَدَّ خيولنا بخُمُرهن، فإن استسلمتم تمَّ الفتح وانكشفت الغُمّة وإلا
فانتظروا قتالاً مريرًا ينصر الله فيه المؤمنين.
وفي الأبيات 6 12 يفخر الشاعر بأن ملائكة الله تؤيد جيش المسلمين وعلى رأسهم
جبريل روح القدس الذي لا ينهض لقوته نِدّ من البشر، ويع المشركين بأنهم لم يستجيبوا
لدعوة محمد كما أمرهم الله بذلك، ويفتخر بأن الله قد هيَّأ لهذا الدين جنودًا أقوياء على القتال،
معتادين على لقاء الأعداء وهم الأنصار، الذين يتعرضون في كل يوم للسبِّ والقتال من
قبل المشركين، ولكنهم لا يستكينون ولا يضعفون، بل يقابلون هجاءهم بقوافيهم اللاذعة
المفحمة، ومن صمد منهم للقتال ضربوه وعصفوا به. ثم إنكم يا كفار قريش لا وزن لكم
ولا قيمة، وما نبالي أن تمدحوا محمدًا أو تهجوه.
وأخيرًا يذكر الشاعر في البيتين 13 14 مقدار إخلاصه لرسول الله، ومدى ما يتمتع به
من قدرة شعرية فيقول : إني أفدي محمدًا بأبي وعرضي، وأتمتع بلسان صارم، كما أنني بالنسبة
لشعراء قريش كالبحر الذي لا تعكره الدلاء